الأربعاء، 20 مارس 2013

الأمم المتحدة تطلق تقريرها السنوي للتنمية البشرية لعام 2013

الأمم المتحدة تطلق تقريرها السنوي للتنمية البشرية لعام 2013
قطر والإمارات والكويت والسعودية حققت تنمية مرتفعة
الامم المتحدة في تقريرها السنوي عن التنمية البشرية لعام 2013: السعودية حققت مركزا متقدما ضمن الترتيب العام
نيومكسيكو: «الشرق الأوسط»
أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقرير التنمية البشرية لعام 2013، الذي جاء تحت عنوان «نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم متنوع»، حيث أطلقته أمس هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، برفقة رئيس المكسيك أنريكه بينيا نييتو.
ويتناول التقرير بالبحث والتحليل النهضة في البلدان النامية كحالة غير مسبوقة في التقدم البشري، من حيث سرعتها واتساع نطاقها، فالتاريخ لم يشهد تغيرا في الظروف المعيشية والآفاق المتاحة لهذا العدد الكبير من سكان العالم، بمثل هذا الحجم ولا بهذه السرعة.
وأظهر التقرير الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أن هذه الظاهرة لم تقتصر على مجموعة من البلدان متوسطة الدخل، مثل: البرازيل وروسيا والصين والهند، بل تجاوزتها لتشمل ما لا يقل عن 40 بلدا ناميا حققت مكاسب في التنمية البشرية فاقت ما هو متوقع في العقود الأخيرة.
وجاءت معظم هذه الإنجازات، حسب التقرير، حصيلة لاستثمارات مستدامة في برامج للتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وانفتاح قوي على عالم يزداد ترابطا. ويشير برنامج الأمم المتحدة إلى أن من الخطأ اعتقاد أن النمو الاقتصادي ينعكس على الدوام في شكل تنمية بشرية، غير أن سياسات ناجحة للحد من الفقر وتشجيع الاستثمار وتطوير قطاعات التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل هي التي في إمكانها أن تحقق الكثير على صعيد التنمية البشرية.
وأكد التقرير السنوي للتنمية البشرية ضرورة وضع سياسات مناصرة للفقراء، والاستثمار في القدرات البشرية من خلال التركيز على التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل، مما يعزز فرص الحصول على عمل لائق، وبالتالي تحقيق تنمية مستدامة.
ومن الحقائق التي كشف عنها تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن دول الجنوب نجحت في خلق شراكات تجارية وتكنولوجية كان لها أثرها الكبير في تحقيق التنمية البشرية، وهو ما يشجع على توقعات أفضل بكثير بحلول عام 2020.
وحدد أربعة مجالات يجب التركيز عليها، وهي تعزيز التكافؤ، ويشمل ذلك المساواة بين الجنسين، ومنح المواطنين، بمن فيهم الشباب، فرصة أكبر للمشاركة، ثم مواجهة الضغوط البيئية وحسن إدارة التغييرات السكانية.
وركز تقرير التنمية البشرية، بشكل خاص، على ضرورة تعليم الفتيات؛ لأن المستوى التعليمي للأم مهم لبقاء الطفل على قيد الحياة، حسب التقرير الذي لاحظ أيضا أن تعليم الفتيات يؤدي إلى خفض معدل وفيات الأطفال. وشدد التقرير على ضرورة اعتماد سياسات اجتماعية جريئة وفاعلة، ويتوقع أن تحقق تلك السياسات، إذا ما اعتمدت، نتائج باهرة، كما تبين التجربة في مناطق أخرى من العالم.
وأكد التقرير السنوي أن المنطقة العربية باستطاعتها أن تجني عائدا كبيرا إذا ما حولت التقدم الذي أحرزته في مجال التعليم إلى فرص عمل للشباب، وحذر من أن العجز في توليد فرص العمل بالسرعة المطلوبة من شأنه أن يؤجج التوتر الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
ولاحظ التقرير السنوي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، أن نهضة الجنوب حالة غير مسبوقة، وتتميز بتغير نحو الأفضل في ظروف معيشة شعوب دول كانت تحتل حتى وقت قصير مراتب دنيا في تسلسل الدول المتقدمة.
وأوضح التقرير «أن تحول عدد كبير من الدول النامية إلى دول ذات قوة اقتصادية فاعلة وتأثير سياسي أكبر، كان له أثره على تحقيق تقدم على صعيد التنمية البشرية»، كما أشار إلى أن «مختلف دول العالم نجحت خلال العقود الماضية في تحقيق مستويات أعلى من التنمية البشرية، مما يقلل من ظاهرة عدم التكافؤ بين الناس».
وأوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، أن المنطقة العربية تضم دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جدا، هما قطر والإمارات، وثماني دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة، هي البحرين والكويت والسعودية وليبيا ولبنان وعمان والجزائر وتونس، وست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة، وهي الأردن وفلسطين ومصر وسوريا والمغرب والعراق، وثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة، هي اليمن وجيبوتي والسودان.
ونبه إلى أن معدل البطالة في المنطقة العربية سجل أرقاما قياسية، حيث تجاوز الخمسين في المائة في مصر مثلا.
وأشار تقرير التنمية البشرية إلى أن المنطقة العربية تعاني تفاوتات شاسعة بين الدول الغنية والفقيرة، إضافة إلى التفاوتات داخل الدول ذاتها، منبها في الوقت نفسه إلى ضخامة حجم الفوارق بين الجنسين داخل الدول العربية، ويأتي اليمن في المرحلة الأخيرة من حيث عدم المساواة بين الجنسين.
وذكر التقرير أن في استطاعة الدول العربية أن تجني الكثير لو أنها تمكنت من استغلال التغيرات والزيادات السكانية في مجال خلق فرص عمل، لا سيما للشباب.
ويشدد التقرير على ضرورة اعتماد سياسات اجتماعية جريئة وفاعلة، ويتوقع أن تحقق تلك السياسات، إذا ما اعتمدت، نتائج باهرة، كما تبين التجربة في مناطق أخرى من العالم.
ولاحظ التقرير أيضا أن تحديات التنمية العالمية تصبح أكثر تعقيدا، مما يتطلب عملا منسقا، مثل القضاء على الفقر والتغيرات المناخية، وإحلال السلام والاستقرار، وذكر أن دول العالم أصبحت الآن مرتبطة إحداها بالأخرى من خلال التبادلات التجارية والهجرة والمعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات، وبالتالي ليس مستغربا أن يكون لقرارات سياسية تتخذ في مكان ما تأثيرات كبيرة في أماكن أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق