ببساطة هي حالة الوعى أثناء النوم أى أن الجسد فقط يكون نائماً بينما يكون عقلك في حالة يقظة تامة .
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012
الإسقاط النجمى
ببساطة هي حالة الوعى أثناء النوم أى أن الجسد فقط يكون نائماً بينما يكون عقلك في حالة يقظة تامة .
ويذكرنا هذا بالعديد من الافلام فتجد شخص قد مات ثم شبحه خرج ويرا كل شيء ولكن لا يستطيع لمس الامور
الاثنين، 13 أغسطس 2012
قصص نجاح
قصة الصياد ورميه للأسماك الكبيرة فى البحر
يروى أن صياداً كان السمك يعلق بصنارته بكثرة. وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين. وذات يوم, استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر، عندها صرخوا فيه "ماذا تفعل؟ هل أنت مجنون؟ لماذا ترمي السمكات الكبيرة؟
عندها أجابهم الصياد "لأني أملك مقلاة صغيرة"
قد لانصدق هذه القصة
لكن للأسف نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد
نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانيتنا – كما هي مقلاة ذلك الصياد
هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي, بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقع, أن نكون أسعد مما نحن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل
يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول( أنت ما تؤمن به) لذا فكر بشكل أكبر, احلم بشكل أكبر, توقع نتائج أكبر, وادع الله أن يعطيك أكثر
ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر؟
ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه؟
ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملا ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم؟
ولا ننس حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"
ولكن قد يتبادر إلى الذهن هذا التساؤل
ولكن ماذا لو بالفعل استبدلنا مقلاتنا بمقلاة اكبر
ثم لم نجد سمكا بحجم مقلاتنا ؟؟؟؟؟
هل تعتقد أن السمك الصغير سيكون له طعم في تلك المقلاة الكبيرة؟
كلامي ليس سلبيا ولا أحب أن اطرح شيئا يحمل نوعا من التشاؤم
ولكن ماذا يفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيره لم تر سوى صغار صغار السمك,
رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب لصيد
وتفاؤله أيضا عند رجوعه وليس بحوزته سوى سمكات صغيرة
فعل كل ما بوسعه غير البحيرة والصنارة و ..... وفي الأخير نفس النتيجة هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم
إما ينهزم ويصغر مقلاته؟؟
والجواب
واحدة من أهم الحقائق التي وصل إليها علم النفس في عصرنا أن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو
لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء.. والخطوة الأولى هي الحلم..
لنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه وبما نريد أن ننجزه .الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً وهذه الخطوة الثانية..
هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وانجازه
ليس لنا عذر..
هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة ..
هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع..
هل تود معرفتها ..
إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة
الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية..
أن يغير مكان الاصطياد أن يستخدم صنارة أخرى أن يتخير وقتاً آخر
التفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن ..
لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس
عندها أجابهم الصياد "لأني أملك مقلاة صغيرة"
قد لانصدق هذه القصة
لكن للأسف نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد
نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانيتنا – كما هي مقلاة ذلك الصياد
هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي, بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقع, أن نكون أسعد مما نحن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل
يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول( أنت ما تؤمن به) لذا فكر بشكل أكبر, احلم بشكل أكبر, توقع نتائج أكبر, وادع الله أن يعطيك أكثر
ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر؟
ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه؟
ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملا ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم؟
ولا ننس حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"
ولكن قد يتبادر إلى الذهن هذا التساؤل
ولكن ماذا لو بالفعل استبدلنا مقلاتنا بمقلاة اكبر
ثم لم نجد سمكا بحجم مقلاتنا ؟؟؟؟؟
هل تعتقد أن السمك الصغير سيكون له طعم في تلك المقلاة الكبيرة؟
كلامي ليس سلبيا ولا أحب أن اطرح شيئا يحمل نوعا من التشاؤم
ولكن ماذا يفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيره لم تر سوى صغار صغار السمك,
رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب لصيد
وتفاؤله أيضا عند رجوعه وليس بحوزته سوى سمكات صغيرة
فعل كل ما بوسعه غير البحيرة والصنارة و ..... وفي الأخير نفس النتيجة هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم
إما ينهزم ويصغر مقلاته؟؟
والجواب
واحدة من أهم الحقائق التي وصل إليها علم النفس في عصرنا أن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو
لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء.. والخطوة الأولى هي الحلم..
لنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه وبما نريد أن ننجزه .الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً وهذه الخطوة الثانية..
هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وانجازه
ليس لنا عذر..
هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة ..
هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع..
هل تود معرفتها ..
إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة
الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية..
أن يغير مكان الاصطياد أن يستخدم صنارة أخرى أن يتخير وقتاً آخر
التفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن ..
لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس
قصة الشاب الأمريكى المطرود من العمل الذى أصبح صاحب سلسلة فنادق "هوليدى إن"
التحق شاب أمريكي يدعى " والاس جونسون " بالعمل في ورشه كبيره لنشر الأخشاب ، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره ، حيث كان شابا قويا قادرا على الأعمال الخشنة
الصعبة .
وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته ، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة ولكن فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عوده !
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف ، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله ، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس " كما قال ؛وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة ..
لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد ، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب ، ولم يكن يدري ماذا يفعل!!
وذهب إلى البيت وابلغ زوجته بما حدث ، فقالت له زوجته ماذا نفعل ؟
فقال : سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء ..
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده ، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة .
وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً مشهورا .
إنه " والاس جونسون " الرجل الذي انشأ وبنى سلسله فنادق (هوليدي إن) .
انشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم ..
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية ؛ لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني ، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم افهم لماذا ، إما الآن فقد فهمت إن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً " ليفتح أمامي طريقا " أفضل لي ولأسرتي .
الحكمة :
دوماً لا تظن أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية لك .. فقط فكر جيداً
وتعامل مع معطيات حياتك ..... وابدأ من جديد بعد كل موقف
فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها لأنه باستطاعتنا أن نكون أفضل بوجود العزيمة والإصرار...
الصعبة .
وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته ، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة ولكن فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عوده !
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف ، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله ، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس " كما قال ؛وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة ..
لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد ، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب ، ولم يكن يدري ماذا يفعل!!
وذهب إلى البيت وابلغ زوجته بما حدث ، فقالت له زوجته ماذا نفعل ؟
فقال : سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء ..
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده ، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة .
وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً مشهورا .
إنه " والاس جونسون " الرجل الذي انشأ وبنى سلسله فنادق (هوليدي إن) .
انشأ عدداً لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم ..
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية ؛ لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني ، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم افهم لماذا ، إما الآن فقد فهمت إن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً " ليفتح أمامي طريقا " أفضل لي ولأسرتي .
الحكمة :
دوماً لا تظن أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية لك .. فقط فكر جيداً
وتعامل مع معطيات حياتك ..... وابدأ من جديد بعد كل موقف
فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها لأنه باستطاعتنا أن نكون أفضل بوجود العزيمة والإصرار...
اجعل من الليمون المر شرابا حلوا
قال الله تعالى :
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
[البقرة: 216]}.
الاثنين، 6 أغسطس 2012
كيف ترسم الخريطة الذهنية
(2) دورة عن الخرائط الذهنية والتعلم.pdf - 4shared.com - document sharing - download - راديو التنمية البشرية
قبل ان نكمل هناك مفاهيم مهمه
العقل ينقسم لقسمين ايمن وايسر وسنتطرق لوظائفهم كليهم ، وبعدها ستكتشف انه الخريطة الذهنية يرتاح لها العقل كثيرا وهي تشغل العقل الايمن والايسر معا ، وشكل خلايا المخ مثل شكل الخريطة الذهنية فهذا العلم موافق للخلايا العصبية وموافق للطبيعة فهو كالاشجار وككثير من الاشياء حولنا فهو اصل ومنه افرع ومتناغم مع الطبيعة الجزء الايمن من المخ :
والان لناخذ وظائف العقل :
الجزء الأيمن من المخ:
* الخيال
* الاوان
* الرسم
* الاصوات
* الموسيقى
* المشاعر
* الحب
وساخبرك بفائدة اذا اردت ان تخبر انسان عن سر وكلام حب فكلمه باذنه اليسرى ليتم استقبالها من المخ الايمن فيسعد كثيرا بكلامك ويصورها بخياله
الجزء الايسر من المخ :
* القوائم
* الحسابات
* المنطق
* الارقام
* التفكير
وساخبرك فائدة اذا اردت التفواض في الهاتف فضعه على اذنك اليمنى ليتم استقباله من الجزء الايسر من المخ الخريطة الذهنية تستخدم الكلام وكذلك الصور والالوان فتستخدم المخين مع بعض ، ولهذه المعلومة تم بناء علوم باكملها اتمنى ان تكونوا استفدتم من عمل العقل وكيف نستفيد منه في الخريطة الذهنية .
* كون الخطوط مائلة , لأن الفص الأيمين تحب الشيء المائل و ليس المستقيم ..
و الألوان للفص الأيمن كذلك ..
الأرقام بالخريطة و الكلمات للفص الأيسر ..
أما لماذا هي خطوط ؟ لأنه خلايا العقل تشابه جدا الخريطة الذهنية في الرسم , و المعلومات في خلايا العقل تخزن على الخطوط أو الروابط و ليس بالخلية نفسها ..
لما مات أنشتاين أوصى أن يأخذ عقله و يدرس ..
فإكتشفوا أن الروابط هذه كبيرة لديه غير عن بقية الناس ..
كلما زادت معرفتك في موضوع كبر حجم الرابط الخاصة بالخلية المتعلقة بالموضوع ..
و يستحب قرائتها من اليمين إلى اليسار , لأن دوران الذبذبات في عقولنا يتم في هذه الطريقة
ملاحظة : الأعسر أو الأعسم (الذي يستخدم يده اليسار دائما) يقبل كل المعلومات فالفصل الأيمن لديه هو الأيسر و العكس
الان نبدأ بعمل الخارطه
سنقسّم العمل إلى ثلاث مراحل
أ) تجهيز البيئة والأدوات المطلوبة:
- فكرة ترغب في التخطيط لها.. بالطبع هههه - مكان هادئ وجلسة مريحة - ورقة كبيرة الحجم (أكبر من A4) إذا أمكن وليس شرطاً أن تكون بيضاء اللون، يمكنك إحضار أي لون تفضله - أقلام متعددة الأحجام والألوان والأنواع
ب) معرفة خطوات العمل، وهي:
ضع الورقة الكبيرة أمامك، وفي مركزها الأفقي والعمودي اكتب كلمة واحدة أو كلمتين تعبر عن الفكرة الأساسية، فمثلاً إذا كنت تنوي التخطيط لمحاضرة أو درس، فاكتب ما يعبّر عن موضوع المحاضرة في مركز الورقة تماماً.
حرر عقلك من القيود. كيفما تتدفق الأفكار اكتبها عبر كلمة أو كلمتين في أفرع متفرعة من الدوائر الفرعية من الفكرة. بإمكانك التوسع عبر المزيد من الأفكار الفرعية أو الأفرع الفرعية.. ضع الأفكار دون أن تحكم عليها وعلى علاقتها بما تريد، مهما بدت غير متصلة ببعضها البعض أو صعبة التطبيق يمكنك تصحيح ذلك لاحقاً ولكن لا تضع وقتاً خلال هذه الخطوة. تذكر أن العقل البشري يعمل بكفاءة في إنتاج أفكار جديدة لمدة تتراوح ما بين 5-7 دقائق فقط، لذا عليك أن تستغل تدفق الأفكار هذا بأقصى طريقة ممكنة. وهذا ينقلنا إلى النقطة الثالثة
استخدم الصور والرموز والكلمات المفتاحية لاختصار أكبر وقت ممكن، وانتقل إلى الفكرة التالية. اكسر القاعدة التي تقول أن عليك أن تكتب على ورقة بيضاء بحجم A4 بقلم أسود أو بقلم رصاص، استخدم ورقة كبيرة، استخدم ورقة كبيرة الحجم، ربما في حجم الورقة الكبيرةالتي يستخدمها عمال محلات الكوي لتغليف الملابس واستخدم ألواناً مختلفة، أقلاماً كبيرة، أقلاماً صغيرة، ألواناً مختلفة. كما ازداد حجم الورقة، كلما ازداد تدفق أفكارك بحرية اجعل النقطة المركزية أكثر نقطة وضوحاً وأسمَك من بقية النقاط، وكلما كانت الأفكار أبعد عن النقطة المركزية تقل سماكة الخط.
بعد أن تنتهي تماماً من وضع كل أفكارك (بل وحتى أفكار الآخرين إذا قاموا بمساعدتك مثلاً) في الخريطة الذهنية، أعد النظر إليها نظرة متفحصة، وقم بترتيبها.
وهكذا تكون انتهيت من إعداد الخريطة الذهنية
جـ) ما يجب وضعه في الاعتبار:
لا تتقيد بشكل محدد، يمكنك أن تخترع نظاماً شكلياً خاصاً بك، النقطة الهامة أن تكون الأفكار متصلة ببعضها البعض، متفرعة من بعضها البعض، أما كيف تتفرع أو ما هو الشكل الذي تضع فيه الأفكار المتفرعة مباشرة من الفكرة الرئيسية.
إذا كنت تخطط لتقرير في العمل، ثم خطر على بالك فجأة أن عليك أن تغسل الأطباق، فارسم فرعاً واكتب فيه (الأطباق) وانتقل للفكرة التالية. إذا لم تفعل ذلك. فإن فكرة الأطباق ستظل مكبوتة في عقلك وتدور فيه بشكل يمنعك من التركيز في الأفكار الأخرى التي لها علاقة حقيقية بالموضوع.
إذا مر عقلك بحالة تجمد، وشعرتَ بتباطؤ تدفق الأفكار أو أنه لا يوجد لديك المزيد من الأفكار لتضيفها، فلا تفزع، وأبقِ يدك في حركة مستمرة، ارسم دوائر وأفرع فارغة، أو أرسم خطوطاً جديدةً على الخطوط الموجودة أصلاً، أو قم بتغيير اللون فمثل هذا يساعد على شحن طاقة المخ ويدفعه لإنتاج المزيد من الأفكار.
إذا وجدتَ وأنت تكتب علاقة بين الأفرع المختلفة بشكل فوري، أو وجدتَ فكرة واحترت في الفرع الذي يجب أن تضع الفكرة تحته، فلا تعيد بناء ما كتبت، فالترتيب يبطئ تدفق أفكارك، ستقوم بترتيب الأفكار لاحقاً، يمكنك وضع علامة سريعة، وتذكر أنه يمكنك دائماً إدراج الأفكار مباشرة تحت النقطة المركزية الرئيسية دون أن تضيع الوقت في تنظيمها.
العقول البشرية مختلفة عن بعضها البعض، لذا ستستغرب من اختلاف طرق التخطيط لنفس الموضوع من قبل الناس، حتى بين الإخوة أو أقرب الأصدقاء، وهذا في الواقع يجعل ما تقدمه شيئاً متجدداً وجميلاً في كل مرة
إذا اتّبعتَ هذه الخطوات، فستتمكن من كتابة خريطة ذهنية رائعة، تغطي من خلالها قدراً متكاملاً من الأفكار. وخلال شهر من المواظبة على التخطيط بهذه الطريقة، ستلاحظ أن إنتاجك يتضاعف.. لأنك الآن تخطط بشكل يعبّر عمّا تريده ويتناغم مع طبيعة الدماغ البشري.
المجالات التي يمكن أن يكون استخدام الخريطة الذهنية مجدياً:
يمكن للكبار والصغار والرجال والنساء والطلبه والمعلمين على حد سواء استخدامها فالكل يحتاج اليها واليكم بعض استخداماتها
للطلبة والباحثين:
إذا أردتَ أن تعد تلخيصاً لكتاب معين للمراجعة عند الامتحان، فإن كل ما عليك فعله هو وضع ورقة الخريطة الذهنية الفارغة إلى جانبك، وضع موضوع الكتاب كعنوان في كلمة أو كلمتين في مركزها، ثم ابدأ القراءة، وكلما مررتَ بفكرة فرعية مهمة أو تجد أنها مثيرة للاهتمام، قم بتسجيلها فوراً في الخريطة الذهنية عبر الوسائل التي تحدثنا عنها. قبل التحضير إلى الامتحان ستختصر هذه الخريطة ثلاثة أرباع الوقت الذي ستقضيه في المذاكرة، إذ بدلاً من مراجعة مئات الصفحات، كل ما عليكَ فعله هو مراجعة ورقة واحدة.
للموظفين:
التخطيط بهذه الطريقة يساعدك على إخراج اقتراحاتك وتقديمها بصورة مقنعة، بل وأكثر، يمكنك استخدامها في إعداد التقارير الروتينية المملة بشكل أنيق وجذاب. يمكنك أن تحسن التحضير والتنظيم وإدارة الاجتماعات الدورية. ربما تحصل على ترقية.. إن شاء الله
للمدرسين والمحاضرين وكتاّب المنتديات: تساعدك هذه الخريطة في ربط أفكارك، وإبراز النقاط التي تحتاج أن تركز عليها وتجعلها محورية في درسك أو موضوعك. هذه الخريطة أيضاً تساعدك على النظر للصورة الكلية، وتحديد أهدافك الرئيسية مما تقوم بشرحه، وبالتالي تفتح لك الباب لتقوم بذلك بأفضل وسيلة ممكنة. تذكّر.. أن ثراء وتنظيم الأفكار هما المفتاح الحقيقي لأي درس أو موضوع
- لتحسين الذاكرة
- في الخطابة
- لارقام الهواتف
- للتخطيط
- كتابة المقالات او البحوث
- للترتيب
- للمخازن
- للالعاب
- للدورات
- لوضع القوانين لابناءك قوانين البيت
- لاتخاذ القرارات
- للتعبير عن المشاعر
- لتلخيص الكتب
- لوحة الشرف للمدارس
- لبناء المشاريع
أفضل الطرق على الإطلاق لعمل الخريطة الذهنية هي استخدام عمل النسخة الأولى باليد، فانشغال عقلك بالتعامل مع الجهاز قد يشتت تدفق أفكارك قليلاً، ولكن بعد انتهائك من هذه الخطوة، يمكنك استخدام برامج التخطيط الذهني لتنسيق وترتيب خطتك. في الواقع يوجد الكثير من البرامج الجيدة ولكنها غير مجانية، ولم أجد إلا هذا البرنامج المجاني المكتوب بالجافا والذي يحتاج إلى أن تكون جافا JRE 1.4 موجودة على جهازك. يمكنك زيارة الموقع للإطلاع على المزيد من التفاصيل:
برامج مساعدة :
افضل وأسهل برنامج مجرب هو MindManager
قالو عن الخريطة الذهنية :
يقول د.نجيب الرفاعي :
" إن التعود على هذا النمط الجديد في المذاكرة و الدراسة سوف يحسن بلا شد من أداء الطالب في الإمتحانات و يضمن له الدرجات بصورة سهلة و ميسرة "
و يقول د.طارق السويدان :
" الخريطة الذهنية بسيطة جدا جدا , و أنا شخصيا دائما أستخدمها من كتابة الكتب إلى إعداد ألبوماتي , لا يوجد ألبومي عندي إلا و له خريطة ذهنية , حتى يمكنك أن تصمم بها مدخل بوابة شركتك على سبيل المثال "
و يقول د.صلاح الراشد :
" الآن أصبح من البدائية أنك تكتب أو تلخص موضوع بواسطة المفكرة و القلم ,
الآن هو وقت الخريطة الذهنية "
الخريطة الذهنية في ثمان خطوات سهلة - جويس وايكوف
كيف تخطط ذهنيا
الخريطه الذهنيه
مراجع مفيدة :
1- كتاب مهارات دراسية د.نجيب الرفاعي
2- اصدار مهارات دراسية
3- اصدار ادارة الوقت للد.طارق سويدان
4- كتب توني بوزان وموقعه لا اذكره بصراحة
5- كتاب go ahead كتاب انجليزي لاكنه روعة وسهل بعد قراءته اصبحت الخريطة الذهنية من الاشياء المعتادة لدي
فوائد الخريطه الذهنية :
1- تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنها بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شئ في ورقة واحدة
.
2- تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك) ؟ .
. من أين ستبدأ .. ماهي العوائق ؟؟
3- تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن رزم من الورق .
4- تمكنك من وضع كل مايدور في ذهنك وكل افكارك عن الموضوع في ورقة واحدة .
5- تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمانات .. كل العوائع .. كل الحلول المقترحة .. أفضل حل ..
6- عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطه فستفاجأ بكمية الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهه لطريقة عمله
الأحد، 5 أغسطس 2012
الأربعاء، 1 أغسطس 2012
التفكير و التأمل بالكون
بسم الله الرحمن الرحيم
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ( 21 )
( سورة الذاريات ) .
إن كل شيء في الأرض وفي السماء ينطق بوجود الله ، وبكماله ، وبوحدانيته ، والصنعة تدل على الصانع ، والحكمة تدل على الحكيم ، والقدرة تدل على القدير ، فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم ، فيقول عز وجل في سورة البقرة " وعلم آدم الأسماء كلها " الآية، والقابلية للنمو والزيادة التي مُيز بها بنو آدم عن سائر الخلق؛ تمثلت في نعمة العقل، أول وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو إرضاء مولاه .
أن تدبرنا بعض التدبر في الآفاق والأنفس في عدة أذكار تنونا براهين تدلنا على الإيمان بالله وحده ، وكانت لها أدلة في المعرفة الإلهية الموصلة للإيمان به ولتوحيده سبحانه وتعالى ، وإطاعته بكل ما أراد منا من الهدى والدين وعدم التفكير بالكون هنا يكون بها تعطيل لوظيفة العقل وإذا تعطلت وظيفة العقل لا يمكن الإنسان من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ولا يستثمرها بما يعود عليه بالنفع .
شعار الإسلام بالنسبة للنفس الإنسانية هو هدايتها وتعليمها وتوجيهها نحو النظر والمعرفة، ولعل أول آية نزلت في القرآن، وأول خطاب وجه من السماء إلى سيد المرسلين كان هو التعليم، لبيان أن تلك الشريعة التي سيجيء بها الوحي الإلهي تفوم على تنمية المعارف الانسانية، فقد اتفق الرواة على أن أول توجبيه إلهي للرسول الامين كان بدعوته إلى القراءة والتعلم؛ إذ قال رب البرية لنبيه: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم)).
إن التفكر و التأمل بالكون يجعل الإنسان يسعى إلى التطلع إلى الغيب ومحاولة معرفة الحقيقة الرابضة وراءه وعدم الوقوف عند حدود الواقع الحسي، والعودة إلى التأمل في المسائل الأزلية، لم خلق الإنسان؟ ومن خلقه؟ ولم خلق الكون؟ ومتى؟ ومن خلقه؟ وما هو مبدأ الإنسان؟ وما هي غايته وهدفه؟ وإلى أين يسير؟ وما هي نهاية الكون؟ وما هو مصير الإنسان؟ وماذا بعد الموت؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تدفع الإنسان إلى الإيمان بالله، وإلى البحث والنظر والسعي والعلم والاكتشاف، وهذا التطلع والتأمل في هذه القضايا الغيبية كانت ولا زالت وستبقى الشغل الشاغل للإنسان، ويريد الوصول إلى اليقين أمام مشكلات الكون الكبرى، مما تقدمت به المدنية وتعددت الاكتشافات وترقى العلم، لأن العلم عاجز قطعاً عن الإجابة عن هذه الأسئلة وأنه مقيد بكشف نواميس الكون دون أن يغير منها شيئاً، وأن مجاله محدد في النواحي المادية التي وضعت تحت حواسه.
إن الكون كله حادث يحتاج لسبب عظيم وقوي ، وأن فيه دقة النظم وإحكامه ، وأنه صنع بأحسن خلقة ممكنة لتتآلف أجزاءه ويسير لغايته وليصل لكماله اللائق به ، فيدلنا على أنه يحتاج لخالق واحد لا شريك له ، ودائم الوجود لا يأفل ولا يتغير ، إن الصنعة تدل على الصانع . كما إن آيات الله في النفس أشد دلالة على وجود خالقها وهاديها .
إن الموجودات جميعها ممكنة الوجود مخلوقة وحادثة ، فهي تحتاج لموجد لها ، وهو يجب أن يكون مُوجد غير مَوجد ، وهو واجب الوجود بنفسه ، وإلا دار الكلام أو تسلسل
ومعناه في الكون الموجود لابد أن يكون هناك ، خالق غير مخلوق ، وقديم في وجوده غير حادث ، إلا مع القول بوجود الوجود وكائناته وعدم القول بوجود خالق غير مخلوق ، يستلزم التسلسل في الكلام إلا لا نهاية ، أو يدور الكلام ولا يقع خلق ، ومعناه .
: إبطال التسلسل : أي لو كان : خالق الكائنات مثلها حادث مخلوق لتسلسل إلى غير نهاية ، ولا يوجد حينئذ لا مخلوق ولا خالق ، لأنه خالق المخلوق يحتاج لخالق ، وخالقه يحتاج لخالق ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، فلا يوجد فرد في الوجود لا كائن ولا مُكون ولا حادث ولا مُحدث .
ثانيا إبطال الدور : وقول أو يدور الكلام : لأنه فيه يكون المخلوق خالق ، وذلك إذا قلنا : الخالق خلق المخلوق ، والمخلوق خلق الخالق ، وهذا باطل أن يكون المخلوق المحتاج خلق الخالق الذي خلقه ،
ولما كان التسلسل والدور مستحيل وباطل ، فلابد أن يكون خالق الكل ليس مثل الكل مخلوق ، ولا محتاج لأحد فلا شيء مثله ، وقديم سبحانه غير حادث ، فيجب أن يكون واجب الوجود ، مستقل في نفسه وفي كماله ، غير محتاج لأحد لا في وجوده ولا في كمال وجوده ، ومنزه لا نقص فيه سبحانه ، وله كل كمال وحده لا شريك له ، وهو خالق كل الوجود الحادث والعالم الكوني ، وهو الواهب لكل شيء كماله وهداه سبحانه وتعالى .
التفكير والتدبر في الكون ينفي الصدفة ويثبت وجود الخالق سبحانه:
إما يراد بالصدفة : نفي العلة والسبب لحادث معين ، ومن ثم إنكار السببية لوجود الكون وأفعال كائناته كلها .
أو يراد بالصدفة : حصول الاتفاق لوجود شيء أو فعل متكون وحادث معين ، مع الإقرار بسببه ، إلا إن السبب طبيعي بنفسه ، وموجود لم يقصد وجوده وتكونه من قوة عاقلة مريدة خالقة ومدبره لوجوده .
وعلى كل الأحوال الصدفة باطلة : بأي تفسير كان ، وإن لكل معلول علة ، ولكل حادث سبب ، كما إن الاتفاق لوجود الكون واستمرار وجوده وكل حوادثه من صدفة الطبيعة ، وعليتها لنفسها وحوادثها ؛ لا يمكن أن يكون في هذا الكون الواسع بكل أبعاده ، فلا يمكن أن يوجد إلا من علة عاقلة حكيمة ولها علم وقدرة مطلقة غير محدودة ، وهي التي أوجدته وأوجدت نظمه وهداه المتقن الحسن بكل أبعاده ، وهي التي أقدرته على الفعل وهدته لما يجب عليه وجوده ليستمر لغاية له .
إن الصدفة محال وجودها من خلال نفس التدبر في الكون والوجود ودقة نظمه وهداه وترتبيه المحكم المتقن
إن الصدفة : التي تُفسَر بأن الأشياء بدون علة وسبب تجمعت وكونت الكون كله ، وهذا الوجود النامي كالنبات ، و أوجدت وجود الحيوان المتحرك بالإرادة ؛ لا يقر لها إي إنسان لأنه يصعب تجمع مواد خلية واحدة وتركبها في الكون من عناصره وأجزاء وجوده المتناثرة في المكان الواسع والمتباعدة في الظروف ، ثم لتكوين وجود منتظم حاوي لأغلب عناصر الأرض ، ثم على فرض إيجاد الصدفة لمركب معقد يكُون خلية ، فهو لا يستطيع أن يجعلها نامية فضلاً من أن يعطيها الحركة والإرادة .
فما القول بالصدفة بأي فرع منها ، وإنكار الخالق له عز وجل إلا غفلة عن الحق أو إصرار على الغي .
ومن دوافع الفطرة الإحساس بالرهبة أمام هذا الكون العظيم وما يجري فيه مما يحرك أحاسيس الإنسان ويوقظ مداركه ويدفع عقله بالغريزة والفطرة ليبحث عن خالق الكون فيأنس به ويطمئن قلبه عنده، ويهدأ روعه وخوفه، ويأمن جانبه ويعقد أواصر التقرب له، ثم يقدم الطاعة والعبادة لعظمته وهذا هو الدين.. ولقد لفت القرآن الكريم النظر في آيات متعددة إلى هذا الكون وما فيه من أجرام ومشاهد ومخلوقات تستحق الوقوف أمامها، ويقف الإنسان عندها مشدوهاً عاجزاً لا يملك حراكاً ولا عطاء، ومن ذلك قوله تعالى: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم تؤمنون، وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، يغشي الليل النهار، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يتعلمون) الرعد: 2 ـ 4.
التأمل في نظام الكون وأجزائه والتفكر في المخلوقات بدءاً من الإنسان وتكوينه وأعضائه وأجهزته وانتهاء بالنجوم والمجرات وطبقات الأرض... وكلما تقدم العلم وقف العقلاء مبهورين ومبهرتين من عظمة هذا الكون ونظامه الدقيق ليقفوا بكل خشوع وإجلال وتذلل أمام القدرة الخالقة المكونة وهذا انتقال من المخلوق إلى الخالق ومن الطبيعة إلى مكونها وبارئها ومن المسبب إلى السبب ومن المصنوع إلى الصانع مما يقتضيه العقل ويسوق إليه الفكر في أدق الأمور
والقرآن الكريم عرض جولات كثيرة جداً مع هذا الباعث الفطري ليحث العقل على التأمل بالكون والتدبر في المخلوقات والبحث عن نظامها العجيب ليغرس في نفسه الإيمان والعقيدة من ذلك قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ويسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تسرفون) الزمر: 5ـ6.
إن القرآن الكريم صحيفة معجزة جامعة للعلوم الدينية والدنيوية لا يوجد لها نظير في جميع الآداب العالمية. وذلك أن القرآن الكريم يمتاز بأنه في الوقت الذي يتناول فيه من قضايا العقائد والعبادات والمعاملات ما يحيط به كافة الأصول الأساسية للحياة البشرية، فإنه يحيط كذلك بالعلوم الدنيوية والقضايا الفكرية والنظرية. لذلك فإن هدايته لا تكون محدودة على القضايا الشرعية والدينية ، إذ أنه يقوم بهداية النوع البشري من النواحي الفكرية والنظرية ويؤمّنه من الاضطراب العقلي والنفسي. ومن هنالك كان القرآن الكريم مجموعة رائعة جميلة من إضمامة الشريعة والطبيعة حتى أعوز الإتيانُ بمثلها جميعَ النوع البشري .
والأمر أن القرآن الكريم يعمد إلى بيان تلك الحقائق والأسرار الطبيعية التي تبدّد الريب حول ربوبية الله تعالى وخالقيته، وتجيء بالآيات البينات والشواهد القاطعة للنوع البشري ، حتى تتبين للإنسانية الضالة ما يشهده نظام الكون من البراهين الساطعة، لئلا يجوز لهم بعد ذلك أن يكفروا بالله تعالى، وتتمَّ حجة الله عليهم. وهذا ما دعا القرآن الكريم إلى الاستدلال بالمظاهر الكونية المختلفة وبيان القضايا الشرعية جنبا إلى جنب في كثير من آيات القرآن الكريم . كما أنه يركّز على ضرورة مطالعة الأشياء المادية من الحيوانات والنباتات والجمادات والأفلاك ، والنظر في نظمها، واستخراج العظات والبصائر - النتائج المنطقية - المودعة فيها، ثم الادّكار بها.
التفكير ..... أساس الإيمان
خلق الله الإنسان في أحسن صورة ، وكرمه على سائر المخلوقات بالعقل ، به يسمو وبه يدرك مالا يدركه غيره من المخلوقات ، علماً وأن الإنسان خلق ليكون خليفة الله في أرضه ، لذا من الضروري أن يفكر هذا الإنسان في المخلوقات من حوله ، ويتدبر إبداع هذا الكون وعظمته ، فيعرف ربه سبحانه وتعالى وأنه خلقه ثم يميته ثم يحييه حياة أخرى وبجانب ذلك يفكر في أموره الحياتية التي تعتبر من الضروريات بالنسبة إليه هذه الأمور كلها داعية للاعتبار ، وا يربط القرآن الكريم الإنسان بآيات الله تعالى وبالخلق .. خلق الكون وما فيه وخلق الإنسان نفسه .
وكم أيقظ القرآن من نائم ، وكم نبه من غافل في هذه الآيات التي يقرع بها مسامع الناس حتى يقفوا على الحقيقة ويدركوا عقيدة التوحيد الصحيحة ويعتقدوها . قال تعالى: ( وَفِي الارْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطقُونَ ( (2)
جدد القرآن الإحساس بالكون بإزالة الغفلة المعطلة لرؤية الأشياء بسبب الإلف الطويل الذي يحرم العين من التحديق فيما حوله:
أ ـ «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير»؟
ب ـ «ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزّل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار»؟
جـ ـ «أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض»؟
2 ـ واقترن تجديد الاحساس باشياء الكون ووحداته: بالتحريض على النظر في الكون:
أ ـ «قل انظروا ماذا في السموات والأرض».
ب ـ «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق».
جـ ـ «فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم».
3 ـ وبتجديد الإحساس، وبالنظر: يحض القرآن على التفكير في (الكون):
أ ـ «وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».
ب ـ «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون».
4 ـ وبتجديد الاحساس بالكون، وبالنظر السديد إليه، وبالتفكير النابه فيه: يتهيأ الانسان القوي للتعامل المنهجي الموضوعي العلمي مع الكون «المسخر له» ومن أجله. فوحدات الكون وأشياؤه ليست «آلهة» تخاف فتعبد، ولا «مقدسات» خرافية يؤدي المساس بها إلى انقلاب في نظام الطبيعة!!. بل ان هذه الوحدات والأشياء الكونية «مسخرّة» للانسان . «إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا. فاتبع سببا».
أنه لابد لكل معلول علة ، ولكل مُسبب سبب ، ولكل حادث محدث ، وحتى ينهي الأمر لعلة لا علة بعدها ، وسبب لا سبب له ، مُحدِث غير حادث ، وهو علة العلل الذي منه بدأ كل شيء وهو خالقه ومُسببه ومحدِثه ، ولا يمكن أن يوجد العالم بهذا النظم والإتقان العجيب صدفة ، ومن غير علة وسبب ومُحدِث له ، وهو الذي أودع في الكون وفي كل موجود وكائن القدرة على كل هذا التأثر والتأثير ، وهو يمد وجوده ويمنحه القوة والاستمرار في الوجود والسير لغايته .
وهذا يا أخي : علة العلل ، ومُسبب الأسباب ، ومحدث الوجود وحوادثه ، فهو الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى ، العليم الحكم الخبير ، القادر القاهر ، الحي القيوم الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وله كل كمال وجمال وجلال ، ومنه في التكوين كل بهاء وحسن سبحانه وتعالى ، ويجب أن نؤمن به وبكل ما أمرنا به وأن نقيم له العبودية والطاعة له وحده لا شريك له ، وأسأل الله لك ولي الإخلاص له ، إنه أرحم الراحمين ، آمين يا رب العالمين
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ( 21 )
( سورة الذاريات ) .
إن كل شيء في الأرض وفي السماء ينطق بوجود الله ، وبكماله ، وبوحدانيته ، والصنعة تدل على الصانع ، والحكمة تدل على الحكيم ، والقدرة تدل على القدير ، فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم ، فيقول عز وجل في سورة البقرة " وعلم آدم الأسماء كلها " الآية، والقابلية للنمو والزيادة التي مُيز بها بنو آدم عن سائر الخلق؛ تمثلت في نعمة العقل، أول وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو إرضاء مولاه .
أن تدبرنا بعض التدبر في الآفاق والأنفس في عدة أذكار تنونا براهين تدلنا على الإيمان بالله وحده ، وكانت لها أدلة في المعرفة الإلهية الموصلة للإيمان به ولتوحيده سبحانه وتعالى ، وإطاعته بكل ما أراد منا من الهدى والدين وعدم التفكير بالكون هنا يكون بها تعطيل لوظيفة العقل وإذا تعطلت وظيفة العقل لا يمكن الإنسان من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ولا يستثمرها بما يعود عليه بالنفع .
شعار الإسلام بالنسبة للنفس الإنسانية هو هدايتها وتعليمها وتوجيهها نحو النظر والمعرفة، ولعل أول آية نزلت في القرآن، وأول خطاب وجه من السماء إلى سيد المرسلين كان هو التعليم، لبيان أن تلك الشريعة التي سيجيء بها الوحي الإلهي تفوم على تنمية المعارف الانسانية، فقد اتفق الرواة على أن أول توجبيه إلهي للرسول الامين كان بدعوته إلى القراءة والتعلم؛ إذ قال رب البرية لنبيه: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم)).
إن التفكر و التأمل بالكون يجعل الإنسان يسعى إلى التطلع إلى الغيب ومحاولة معرفة الحقيقة الرابضة وراءه وعدم الوقوف عند حدود الواقع الحسي، والعودة إلى التأمل في المسائل الأزلية، لم خلق الإنسان؟ ومن خلقه؟ ولم خلق الكون؟ ومتى؟ ومن خلقه؟ وما هو مبدأ الإنسان؟ وما هي غايته وهدفه؟ وإلى أين يسير؟ وما هي نهاية الكون؟ وما هو مصير الإنسان؟ وماذا بعد الموت؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تدفع الإنسان إلى الإيمان بالله، وإلى البحث والنظر والسعي والعلم والاكتشاف، وهذا التطلع والتأمل في هذه القضايا الغيبية كانت ولا زالت وستبقى الشغل الشاغل للإنسان، ويريد الوصول إلى اليقين أمام مشكلات الكون الكبرى، مما تقدمت به المدنية وتعددت الاكتشافات وترقى العلم، لأن العلم عاجز قطعاً عن الإجابة عن هذه الأسئلة وأنه مقيد بكشف نواميس الكون دون أن يغير منها شيئاً، وأن مجاله محدد في النواحي المادية التي وضعت تحت حواسه.
إن الكون كله حادث يحتاج لسبب عظيم وقوي ، وأن فيه دقة النظم وإحكامه ، وأنه صنع بأحسن خلقة ممكنة لتتآلف أجزاءه ويسير لغايته وليصل لكماله اللائق به ، فيدلنا على أنه يحتاج لخالق واحد لا شريك له ، ودائم الوجود لا يأفل ولا يتغير ، إن الصنعة تدل على الصانع . كما إن آيات الله في النفس أشد دلالة على وجود خالقها وهاديها .
إن الموجودات جميعها ممكنة الوجود مخلوقة وحادثة ، فهي تحتاج لموجد لها ، وهو يجب أن يكون مُوجد غير مَوجد ، وهو واجب الوجود بنفسه ، وإلا دار الكلام أو تسلسل
ومعناه في الكون الموجود لابد أن يكون هناك ، خالق غير مخلوق ، وقديم في وجوده غير حادث ، إلا مع القول بوجود الوجود وكائناته وعدم القول بوجود خالق غير مخلوق ، يستلزم التسلسل في الكلام إلا لا نهاية ، أو يدور الكلام ولا يقع خلق ، ومعناه .
: إبطال التسلسل : أي لو كان : خالق الكائنات مثلها حادث مخلوق لتسلسل إلى غير نهاية ، ولا يوجد حينئذ لا مخلوق ولا خالق ، لأنه خالق المخلوق يحتاج لخالق ، وخالقه يحتاج لخالق ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، فلا يوجد فرد في الوجود لا كائن ولا مُكون ولا حادث ولا مُحدث .
ثانيا إبطال الدور : وقول أو يدور الكلام : لأنه فيه يكون المخلوق خالق ، وذلك إذا قلنا : الخالق خلق المخلوق ، والمخلوق خلق الخالق ، وهذا باطل أن يكون المخلوق المحتاج خلق الخالق الذي خلقه ،
ولما كان التسلسل والدور مستحيل وباطل ، فلابد أن يكون خالق الكل ليس مثل الكل مخلوق ، ولا محتاج لأحد فلا شيء مثله ، وقديم سبحانه غير حادث ، فيجب أن يكون واجب الوجود ، مستقل في نفسه وفي كماله ، غير محتاج لأحد لا في وجوده ولا في كمال وجوده ، ومنزه لا نقص فيه سبحانه ، وله كل كمال وحده لا شريك له ، وهو خالق كل الوجود الحادث والعالم الكوني ، وهو الواهب لكل شيء كماله وهداه سبحانه وتعالى .
التفكير والتدبر في الكون ينفي الصدفة ويثبت وجود الخالق سبحانه:
إما يراد بالصدفة : نفي العلة والسبب لحادث معين ، ومن ثم إنكار السببية لوجود الكون وأفعال كائناته كلها .
أو يراد بالصدفة : حصول الاتفاق لوجود شيء أو فعل متكون وحادث معين ، مع الإقرار بسببه ، إلا إن السبب طبيعي بنفسه ، وموجود لم يقصد وجوده وتكونه من قوة عاقلة مريدة خالقة ومدبره لوجوده .
وعلى كل الأحوال الصدفة باطلة : بأي تفسير كان ، وإن لكل معلول علة ، ولكل حادث سبب ، كما إن الاتفاق لوجود الكون واستمرار وجوده وكل حوادثه من صدفة الطبيعة ، وعليتها لنفسها وحوادثها ؛ لا يمكن أن يكون في هذا الكون الواسع بكل أبعاده ، فلا يمكن أن يوجد إلا من علة عاقلة حكيمة ولها علم وقدرة مطلقة غير محدودة ، وهي التي أوجدته وأوجدت نظمه وهداه المتقن الحسن بكل أبعاده ، وهي التي أقدرته على الفعل وهدته لما يجب عليه وجوده ليستمر لغاية له .
إن الصدفة محال وجودها من خلال نفس التدبر في الكون والوجود ودقة نظمه وهداه وترتبيه المحكم المتقن
إن الصدفة : التي تُفسَر بأن الأشياء بدون علة وسبب تجمعت وكونت الكون كله ، وهذا الوجود النامي كالنبات ، و أوجدت وجود الحيوان المتحرك بالإرادة ؛ لا يقر لها إي إنسان لأنه يصعب تجمع مواد خلية واحدة وتركبها في الكون من عناصره وأجزاء وجوده المتناثرة في المكان الواسع والمتباعدة في الظروف ، ثم لتكوين وجود منتظم حاوي لأغلب عناصر الأرض ، ثم على فرض إيجاد الصدفة لمركب معقد يكُون خلية ، فهو لا يستطيع أن يجعلها نامية فضلاً من أن يعطيها الحركة والإرادة .
فما القول بالصدفة بأي فرع منها ، وإنكار الخالق له عز وجل إلا غفلة عن الحق أو إصرار على الغي .
ومن دوافع الفطرة الإحساس بالرهبة أمام هذا الكون العظيم وما يجري فيه مما يحرك أحاسيس الإنسان ويوقظ مداركه ويدفع عقله بالغريزة والفطرة ليبحث عن خالق الكون فيأنس به ويطمئن قلبه عنده، ويهدأ روعه وخوفه، ويأمن جانبه ويعقد أواصر التقرب له، ثم يقدم الطاعة والعبادة لعظمته وهذا هو الدين.. ولقد لفت القرآن الكريم النظر في آيات متعددة إلى هذا الكون وما فيه من أجرام ومشاهد ومخلوقات تستحق الوقوف أمامها، ويقف الإنسان عندها مشدوهاً عاجزاً لا يملك حراكاً ولا عطاء، ومن ذلك قوله تعالى: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم تؤمنون، وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، يغشي الليل النهار، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يتعلمون) الرعد: 2 ـ 4.
التأمل في نظام الكون وأجزائه والتفكر في المخلوقات بدءاً من الإنسان وتكوينه وأعضائه وأجهزته وانتهاء بالنجوم والمجرات وطبقات الأرض... وكلما تقدم العلم وقف العقلاء مبهورين ومبهرتين من عظمة هذا الكون ونظامه الدقيق ليقفوا بكل خشوع وإجلال وتذلل أمام القدرة الخالقة المكونة وهذا انتقال من المخلوق إلى الخالق ومن الطبيعة إلى مكونها وبارئها ومن المسبب إلى السبب ومن المصنوع إلى الصانع مما يقتضيه العقل ويسوق إليه الفكر في أدق الأمور
والقرآن الكريم عرض جولات كثيرة جداً مع هذا الباعث الفطري ليحث العقل على التأمل بالكون والتدبر في المخلوقات والبحث عن نظامها العجيب ليغرس في نفسه الإيمان والعقيدة من ذلك قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ويسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تسرفون) الزمر: 5ـ6.
إن القرآن الكريم صحيفة معجزة جامعة للعلوم الدينية والدنيوية لا يوجد لها نظير في جميع الآداب العالمية. وذلك أن القرآن الكريم يمتاز بأنه في الوقت الذي يتناول فيه من قضايا العقائد والعبادات والمعاملات ما يحيط به كافة الأصول الأساسية للحياة البشرية، فإنه يحيط كذلك بالعلوم الدنيوية والقضايا الفكرية والنظرية. لذلك فإن هدايته لا تكون محدودة على القضايا الشرعية والدينية ، إذ أنه يقوم بهداية النوع البشري من النواحي الفكرية والنظرية ويؤمّنه من الاضطراب العقلي والنفسي. ومن هنالك كان القرآن الكريم مجموعة رائعة جميلة من إضمامة الشريعة والطبيعة حتى أعوز الإتيانُ بمثلها جميعَ النوع البشري .
والأمر أن القرآن الكريم يعمد إلى بيان تلك الحقائق والأسرار الطبيعية التي تبدّد الريب حول ربوبية الله تعالى وخالقيته، وتجيء بالآيات البينات والشواهد القاطعة للنوع البشري ، حتى تتبين للإنسانية الضالة ما يشهده نظام الكون من البراهين الساطعة، لئلا يجوز لهم بعد ذلك أن يكفروا بالله تعالى، وتتمَّ حجة الله عليهم. وهذا ما دعا القرآن الكريم إلى الاستدلال بالمظاهر الكونية المختلفة وبيان القضايا الشرعية جنبا إلى جنب في كثير من آيات القرآن الكريم . كما أنه يركّز على ضرورة مطالعة الأشياء المادية من الحيوانات والنباتات والجمادات والأفلاك ، والنظر في نظمها، واستخراج العظات والبصائر - النتائج المنطقية - المودعة فيها، ثم الادّكار بها.
التفكير ..... أساس الإيمان
خلق الله الإنسان في أحسن صورة ، وكرمه على سائر المخلوقات بالعقل ، به يسمو وبه يدرك مالا يدركه غيره من المخلوقات ، علماً وأن الإنسان خلق ليكون خليفة الله في أرضه ، لذا من الضروري أن يفكر هذا الإنسان في المخلوقات من حوله ، ويتدبر إبداع هذا الكون وعظمته ، فيعرف ربه سبحانه وتعالى وأنه خلقه ثم يميته ثم يحييه حياة أخرى وبجانب ذلك يفكر في أموره الحياتية التي تعتبر من الضروريات بالنسبة إليه هذه الأمور كلها داعية للاعتبار ، وا يربط القرآن الكريم الإنسان بآيات الله تعالى وبالخلق .. خلق الكون وما فيه وخلق الإنسان نفسه .
وكم أيقظ القرآن من نائم ، وكم نبه من غافل في هذه الآيات التي يقرع بها مسامع الناس حتى يقفوا على الحقيقة ويدركوا عقيدة التوحيد الصحيحة ويعتقدوها . قال تعالى: ( وَفِي الارْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطقُونَ ( (2)
جدد القرآن الإحساس بالكون بإزالة الغفلة المعطلة لرؤية الأشياء بسبب الإلف الطويل الذي يحرم العين من التحديق فيما حوله:
أ ـ «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير»؟
ب ـ «ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزّل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار»؟
جـ ـ «أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض»؟
2 ـ واقترن تجديد الاحساس باشياء الكون ووحداته: بالتحريض على النظر في الكون:
أ ـ «قل انظروا ماذا في السموات والأرض».
ب ـ «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق».
جـ ـ «فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم».
3 ـ وبتجديد الإحساس، وبالنظر: يحض القرآن على التفكير في (الكون):
أ ـ «وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».
ب ـ «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون».
4 ـ وبتجديد الاحساس بالكون، وبالنظر السديد إليه، وبالتفكير النابه فيه: يتهيأ الانسان القوي للتعامل المنهجي الموضوعي العلمي مع الكون «المسخر له» ومن أجله. فوحدات الكون وأشياؤه ليست «آلهة» تخاف فتعبد، ولا «مقدسات» خرافية يؤدي المساس بها إلى انقلاب في نظام الطبيعة!!. بل ان هذه الوحدات والأشياء الكونية «مسخرّة» للانسان . «إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا. فاتبع سببا».
أنه لابد لكل معلول علة ، ولكل مُسبب سبب ، ولكل حادث محدث ، وحتى ينهي الأمر لعلة لا علة بعدها ، وسبب لا سبب له ، مُحدِث غير حادث ، وهو علة العلل الذي منه بدأ كل شيء وهو خالقه ومُسببه ومحدِثه ، ولا يمكن أن يوجد العالم بهذا النظم والإتقان العجيب صدفة ، ومن غير علة وسبب ومُحدِث له ، وهو الذي أودع في الكون وفي كل موجود وكائن القدرة على كل هذا التأثر والتأثير ، وهو يمد وجوده ويمنحه القوة والاستمرار في الوجود والسير لغايته .
وهذا يا أخي : علة العلل ، ومُسبب الأسباب ، ومحدث الوجود وحوادثه ، فهو الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى ، العليم الحكم الخبير ، القادر القاهر ، الحي القيوم الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وله كل كمال وجمال وجلال ، ومنه في التكوين كل بهاء وحسن سبحانه وتعالى ، ويجب أن نؤمن به وبكل ما أمرنا به وأن نقيم له العبودية والطاعة له وحده لا شريك له ، وأسأل الله لك ولي الإخلاص له ، إنه أرحم الراحمين ، آمين يا رب العالمين
المصدر: منتديات همس القلوب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)